responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 2  صفحه : 298
[سورة التوبة (9) : آية 108]
لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)
قوله تعالى: لا تَقُمْ فِيهِ أي: لا تصلِّ فيه أبداً. لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى أي: بني على الطاعة، وبناه المتقون مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أي: منذ أول يوم. قال الزجاج: «مِنْ» في الزمان، والأصل: منذ ومذ، وهو الأكثر في الاستعمال. وجائز دخول «من» لأنها الأصل في ابتداء الغاية والتبعيض، ومثله قول زهير:
لِمَنِ الديارُ بِقُنَّةِ الحِجْرِ ... أَقْوَيْنَ مِنْ حِجَجٍ وَمِنْ شَهْرِ «1»
وقيل معناه: مِن مَرِّ حِجج ومِن مَرِّ شهر. وفي هذا المسجد ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة الذي فيه منبره وقبره.
(756) روى سهل بن سعد أن رجلين اختلفا في عهد رسول الله في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال أحدهما: هو مسجد الرسول، وقال الآخر: هو مسجد قباء، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال «هو مسجدي هذا» وبه قال ابن عمر، وزيد بن ثابت، وأبو سعيد الخدري، وسعيد بن المسيب.
(757) والثاني: أنه مسجد قباء، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال سعيد بن جبير،

صحيح. أخرجه الترمذي 3099 والنسائي 2/ 36 وفي «التفسير» 248 وأحمد 3/ 8 وابن حبان 1606 من طرق عن الليث بن سعد عن عمران بن أبي أنس عن ابن أبي سعيد الخدري عن أبيه به. وأخرجه مسلم 1398 وابن أبي شيبة 2/ 372 والحاكم 2/ 334 من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه. وكرره مسلم 1398 وابن أبي شيبة 2/ 372 عن أبي سلمة عن أبي سعيد بدون واسطة. وأبو سلمة سمع من أبي سعيد. وأخرجه الترمذي 323 وابن أبي شيبة 2/ 372 وأحمد 3/ 23- 91 والطبري 17236 و 17237 و 17238 وابن حبان 1626 من طرق عن أنيس بن أبي يحيى حدثني أبي قال سمعت أبا سعيد ... فذكره وآخره «هو مسجدي هذا، وفي كل خير» . فهذه الطرق متعاضدة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المراد بذلك مسجده. وله شاهد من حديث سهل بن سعد، أخرجه أحمد 5/ 331 وابن حبان 1604 و 1605 والطبري 17232 و 17233 والحاكم 2/ 334 والطبراني 6025، ورجاله ثقات. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وله شاهد من حديث زيد بن ثابت، أخرجه الطبراني 4854 وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عامر، والصحيح موقوف. والموقوف أخرجه الطبراني 4828 و 4853 وإسناده الأول على شرط الصحيح كما قال الهيثمي في «المجمع» 7/ 34. قال الطبري رحمه الله بإثر الحديث 17231: وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قول من قال هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لصحة الخبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر «تفسير أحكام القرآن» 1213 بتخريجنا.
ورد عن ابن عباس، أخرجه الطبري 17226 وفيه إرسال بين علي بن أبي طلحة وابن عباس. وأخرجه من وجه آخر 17227 بسند فيه مجاهيل. وورد عن عطية العوفي أخرجه برقم 17228. وورد عن ابن بريدة، أخرجه برقم 17229. وورد من مرسل عروة، أخرجه برقم 17231. الخلاصة: هذه الروايات وإن تعددت، لا تقوى على معارضة الصحيح المتقدم. على أن للمتقدم شواهد، والله أعلم.

(1) البيت منسوب لزهير في ديوانه 86. قوله من شهر: أراد به من شهور وأقوين: خلون. والقنة: أعلى الجبل، أو هي الجبل الذي ليس بمنتشر.
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 2  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست